الضغط النفسى هو واحد من اكثر الظواهر انتشاراً فى وقتنا الحاضر حيث يؤثر فى الأفراد على اختلاف دروبهم فى الحياة حتى اصبح كلمة دارجة ومألوفة فى هذه الأيام
- ويعد التعامل مع الضغط النفسى ضربا من الفن الذى يتقن من خلال ورشة الحياة ويصبح بالنسبة للذين يتجنبون خوض هذا التحدى مصدراً للألم والخطر بينما يكون إثراء للخبرة بالنسبة لمن يرحبون بالمواجهة
- وينتج الضغط النفسى من تفاعل الفرد مع بيئته سواء كانت هذه البيئة داخلية أو خارجية ويبرز عندما يكون هناك تعارض بين حاجات الفرد وقدرته على تلبية هذه الحاجات
وسوف نتحدث الآن عن الضغط النفسى من خلال ثلاث محاور هى أعراض الضغط النفسى واسبابة وكيفية العلاج أو تجنبه من خلال الأبعاد النفسية والعقلية والروحية والجسمية والاجتماعية
أولا : أعراض الضغط النفسى
هى أعراض جسمية – نفسية – عقلية – اجتماعية
1- الأعراض الجسمية
شحوب فى الوجه – تصبب العرق – ضيق التنفس – التنفس بسرعة – صداع شديد – ميل للقىء – الإحساس بالدوار والدوخة – إحساس بتدفق الدم فى الوجه مع السخونة – آلام فى المعدة – القولون العصبى كذلك الإفراط فى الطعام – المبالغة فى عدم تناول الطعام – الكسل - المبالغة فى النوم لفترات طويلة – عدم النشاط – آلام فى الظهر – آلام فى عضلات الرقبة والكتاف – آلام فى العضلات – اصتكاك الأسنان- القرحة – فقدان الطاقة – عسر الهضم – التعب – التهاب الجلد وجفافة - ارتفاع ضغط الدم
2- الأعراض النفسية :
التوتر العصبى – سرعة الانفعال والغضب – تقلب المزاج - العصبية – الشعور بالاستنزاف الانفعالي أو الاحتراق النفسى – الاكتئاب – سرعة البكاء – الكبت – العدوانية – القلق – الأرق أثناء النوم – لوم النفس باستمرار – إساءة التعامل مع النفس – التجاهل النفسى – الشعور بالاغتراب النفسى – مفهوم ذات سلبى عن النفس – الإحساس بالفراغ النفسى – عدم توازن الانفعالات – عدم ضبط الانفعالات أو التحكم الذاتى – عدم الثقة فى النفس أو فى الآخرين – عدم الرضا عن النفس …
3- الأعراض العقلية :
شرود الذهن – عدم الانتباه – عدم القدرة على التذكر – صعوبة فى التفكير والتركيز – صعوبة فى اتخاذ القرار – حدوث اضطراب فى التفكير – استحواذ فكرة واحدة على الفرد – تزايد عدد الأخطاء – إصدار أحكام غير صائبة – ذاكرة ضعيفة أو صعوبة فى استرجاع المعلومات – انخفاض فى الإنتاج – انخفاض الدافع للإنجاز
4- الأعراض الاجتماعية :
العزلة الاجتماعية – الانطواء – عدم الثقة غير المبررة بالآخرين – لوم الآخرين – نسيان المواعيد أو إلغائها قبل فترة وجيزة – تصيد أخطاء الآخرين – التهكم والسخرية – تجاهل الآخرين – التفاعل مع الآخرين بشكل آلى ( أي غياب الاهتمام الشخصى ) والتفاعل يكتنفه البرود – تبنى سلوك واتجاه دفاعى فى العلاقات
ثانيا : العوامل المسببة للضغط النفسى
تؤثر البيئة بكل مظاهرها على الإنسان فى جميع مراحله وتمثل له ضغطا نفسيا
1- الأسرة :
حالات الانفصال فى الأسرة بسبب الوفاه – أو السفر أو الطلاق – التشاجر بين الوالدين لأى سبب – وليكن عدم الاستطاعة بالوفاء بمتطلبات الأسرة – أو بسبب عدم التوافق الشخصى ويؤثر ذلك على الأطفال أو الشباب ويسبب لهم نوع من الاضطراب يتمثل فى فقدان الشهية والقلق وعدم القدرة على المذاكرة – الميل إلى النوم
وكذلك ترجع أسباب الضغط الأسرى إلى زيادة عدد أفراد الأسرة - ضيق المكان – ترك الوالد أو الوالدة لوظيفته – مرض أحد أفراد الأسرة – انتقال الأسرة من منزل لاخر
2- المدرسة :
تشتمل المدرسة على عدة عناصر من الممكن ان تكون السبب فى حدوث الضغط النفسى ومنها المعلم حيث انه اكثر احتكاكا بالطالب ويؤثر فيه تأثيرا كبيرا إما بالإيجاب أو بالسلب فطريقة معاملة الطالب وكيفية التعامل معه مهمة جدا فى علاج مشاكل الطلاب فالمعلم احياناً لا يستطيع أن يفهم دوافعة ومشاعره ومشاكله بل من الممكن أن يسبب له توتر وضغط نفسى ويصبح مصدراً للضغط النفسى على الطالب من خلال اتباع بعض السلوكيات العدائية وهناك العديد من الأمثلة داخل المدرسة من الممكن أن تؤدى إلى الضغط النفسى مثل الحصول على تقدير ضعيف فى المدرسة - نقل التلميذ من فصل لاخر أو من مدرسة لاخرى - تكليف المعلم للتلاميذ بواجبات كثيرة - العقاب القاسى داخل المدرسة - السلطة وما تفرضه من قواعد وقوانين صارمة …
3- الأصدقاء :
كثيرا من الطلاب تكمن مشكلتهم الأساسية فى البحث عن الأصدقاء واذا قابلهم تقابله مشكلة كيفية الاحتفاظ بهم - حيث لا توجد الخبرة الكافية لمهارة التواصل والتفاعل الاجتماعى بينه وبينهم ويسبب له ذلك نوع من الضغط النفسى الذى يتمثل فى سوء العلاقة بينه وبين زملائه والاضطراب النفسى …
ثالثا : العلاج
إن الأفراد يختلفون فيما بينهم فى طريقة استجابتهم للضغط النفسى فالذى يكون مصدرا للقلق والضغط النفسى عند فرد من الممكن أن لايمثل ضغطا نفسيا بالنسبة لفرد آخر
× كذلك من الممكن ان يتأثر الفرد بطريقة إيجابية أو سلبية تجاه مصدر الضغط فكيف نتعامل مع الضغط النفسى أو كيف نتغلب عليه وماهى أساليب الوقاية والعلاج
اولا : من الناحية الجسمية :
1- الاسترخاء
يقول د/ ادموند جاكوبسون انه من المستحيل أن تتنفس بعمق وان تكون قلقا فى نفس الوقت
إن الاسترخاء هو فنية للتخلص من التوتر فى العضلات وذلك من خلال الاتى
- ابدأ بعدد من الأنفاس العميقة وليكن 5 أنفاس ثم اجعل الزفير ببطء
خذ نفسا عميقا ثم امسكه لمده خمس ثوان ثم ازفره ببطء وبشكل كامل وتأكد انك تزفرة لفترة اطول مرتين من الشهيق
- استأنف التنفس بسرعتك العادية
- اعمل على شد وارتخاء عضلات معينة من جسدك لبعض من الوقت
- اطلق بعض الكلمات واستخدم الخيالات لتساعدك على التركيز على العضلات
النوم الهادىء ليلاً :
حيث يجب البعد عن شرب اة منبهات قبل النوم مما يجعل النوم مضطربا فذلك يثير جهاز الأعصاب ويبقيه منتبها
وقد بنيت الدراسات ان الناس الذين ينامون فترة كافية يتحسن مدى الانتباه لديهم ويكونوا بعيدين الى حد ما عن التوتر والضغط النفسى
3- التغذية السليمة
إن النظام الغذائى المتوازن يزيد من مقاومة الضغط النفسى لان بعض الاغذية الضرورية فى الجسم تستنفذ فى اوقات الضغط النفسى فقد يوقف الجسم عملية الهضم فى حالة استجابته للضغط النفسى الشديد ، بل ومن الممكن ان يستخدم الأغذية المخزونة وعندما يبدأ المخزون فى النفاذ نصبح اكثر عرضة للمرض
ومادام رد فعل الضغط النفسى بيولوجيا فى المقام الاول فان هناك حاجة لمزيد من الأغذية لكى يستطيع الجسم ان يتعامل معه حيث يتم استهلاك ثلاثة أنواع من الوقود أثناء الضغط النفسى بكميات كبيرة مثل المواد الكربوهيدراتية ، والدهون ، والبروتينات ، كما تستنفذ فيتامينات ( ب ) ، ( جـ ) فإذا كنت تتناول غذاءاً متوازناً فذلك يؤثر على مستوى الذكاء والنشاط والحيوية وتحديد قدرات الفرد العقلية
التلاميذ الذين لايتناولون غذاء جيد يشعرون بالتعب والإرهاق نتيجة لاقل مجهود إلى جانب عدم الانتباه والتركيز وضعف فى الذاكرة وبالتالى فشل فى الدراسة بالإضافة إلى الكسل والميل الى النوم أثناء اليوم الدراسى …
والعكس أن التلاميذ الذين يتمتعون بتغذية سليمة يتصفون بالنشاط والحيوية واليقظة والانتباه مما يجعلهم قادرين على أداء جميع الأعمال والأنشطة بنجاح واكتساب المهارات المختلفة…
وهذا بالتالى ينعكس على الحالة النفسية مما يجعلهم يثقون فى أنفسهم وفى قدراتهم ويتمتعون بثقة الآخرين ويتمتعون بصحة نفسية وعقلية واجتماعية أيضا
4- ممارسة الأنشطة الرياضية
أن الحياة سلسلة من الأنشطة المعتمدة على الجلوس والاقتصاد فى بذل الجهد والأنفاق من الطاقة وذلك بسبب وجود الآلات التى تساعد الإنسان فى بعض الأعمال ولكن أجسامنا تشترك فى العديد من الصفات مع الآلات وإذا لم تستخدم بانتظام من الممكن ان تتعرض للتلف … حيث يسهم القصور فى أداء التمارين الرياضية وكثرة الجلوس فى الشعور بالإمساك ، ويؤدى إلى مرض القلب والاكتئاب ، الخلل العضلى الهيكلى ..
ومن خلال ممارسة بعض التمرينات الرياضية تستطيع التخلص من التوتر المخزون فى جسدك وتعمل على تقوية القلب والرئتين ..
وكما تسمح لك التمرينات الرياضية ي=باستنشاق المزيد من الأكسجين ووصوله إلى جميع أعضائك فتعمل بفعالية اكثر ..
ومن فوائد التمرينات المنتظمة حرق السعرات الحرارية والتحكم فى الوزن والتخلص من السمنة - كما ان التمارين تعمل على تقوية المناعة وتساعدك على مقاومة الأمراض الشائعة - كما تحسن قددرتك على التركيز والتذكر وتزيد من قدرتك على مقاومة التعب كما تحسن المزاج وتساعد على النوم الهادىء
واثبتت بعض الدراسات ان التمرينات الرياضية تقلل مستوى العدوانية بنسبة 60% والاكتئاب بنسبة 30% وتحسن من نظرة الإنسان إلى ذاته وترفع قيمة نفسه
لذا يجب التخلص من التوتر النفسى والضغط النفسى بممارسة التمرينات الرياضية
5- جهاز المناعة :
جهاز مناعة الإنسان جهاز معقد جدا وسنعرض لعلم جديد يدرس تأثير العقل والانفعالات على جهاز دفاع المناعة
فالانفعالات السلبية والضغط النفسى تخمد وظيفة المناعة وقد عالج الطبيب الرازى أحد المرضى من التهاب المفاصل بمساعدته على أن يعبر عن غضبه واثناء الضغط النفسى يفرز الجسم هرمون ( كورتيول ) هرمون يقلل من وظيفة المناعة - كما أثبتت إحدى الدراسات إن اكتئاب الحداد يضعف المناعة عند النساء
والعكس أن الانفعالات الإيجابية تقوى جهاز المناعة وقد لاحظ الباحثون أن النخيل والاسترخاء والضحك والاهتمام بالآخرين جميعها ترفع استجابة المناعة
لذا حاول أن تبعد عن أسباب الضغط النفسى والتوتر العصبى حتى تقوى جهازك المناعى وتقاوم أمراض المناعة الذاتية مثل الحساسية وروماتيزم المفاصل والإصابة بالسكر
الخميس نوفمبر 16, 2017 3:35 pm
